الكتابة المبهرة هي التي تحتوي على عنصرين
مهمين هما : الفكرة والبيان ؛ وإذا ما تخلفت الفكرة فالكتابة مجرد زخارف
لفظية ومحسنات وسجع قد يطرب لها السامع ثم يملها بل ويمجها حين يعرضها على
عقله فلا يكاد يفهم منها معنى أو مغزى. وقد تكون الفكرة حاضرة لكن ينقصها
البيان العذب والكلمات الفخمة فتكون كأجمل إنسان لا يجد غير الخَلِق المرقع
من الثياب فلا تنفعه ملامحه مادامت بلا حلة تنجذب لها العيون وتنقاد لها
النفوس ؛ وكم من حق ضاع بسوء التعبير وكم كم من باطل سرى بطلاوة الكلام
وحلو الحديث . أما تلك التي تفقد العنصرين معاً فليست كتابة أصلاً ويصدق
عليها وصف الهذيان وهمهمات المجانيين وتكون كما قال ابن دقيق العيد بعد
جلوسه إلى الصوفي ابن سبعين : " جلست معه من ضحوة إلى قريب الظهر وهو يتحدث بكلام تفهم مفرداته ولا تعقل مركباته " .
إرسال تعليق