0
المؤمن كالغيث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله أن يمدكم بالعون والسداد وأن ينفع بكم البلاد والعباد ..

لي زميل يعمل معنا في أحد المؤسسات الخيرية .. والتي أشرف بالعمل فيها متعاونا من سنوات والحمد لله

وكان هذا في ليلة شريفة من ليالي شهر رمضان المنصرم ..

أتيت للمؤسسة كعادتي .. لأعاود العمل .. وأدعم الأقسام التي تحتاج لتعزيز .. للإقبال الكبير من أهل الخير

على التبرع .. والذي تقر له العين ويسعد به الفؤاد .. لله درهم ..

المهم وأنا في أثناء العمل مع الإخوة ..

جاءني أحد الإخوة ..

وقال لي : يا أبا أسامة .. جاءني اليوم رجل اليوم من الفقراء تظهر حالته ..

حالته أليمة محزنة جدا .. وجميع القرائن تنفي عنه أن يكون من عصابات التسول ..

بعد السؤال عنه والحوار معه ..

قاطعته : ما الذي حصل ؟؟

قال لي : والله موقف لم أتوقع أن أرى مثله رغم عشرات الأسر التي مرت علي من الفقراء والمحتاجين

تخيل .. يقول لي يا أبا أسامة ..

يا أخي ...

أنا لا أريد منك مالا .. ولا أريد منك مسكنا ..

هذه طلبات كبيرة ... فلن أكلف عليكم ..

ولكن نحن في شهر صيام ..

فأطلب منك .. ولا أريد أن يعرفني أحد ..

فقط أريد منك ..

7 تمرات !!!!

نحن في المنزل سبعة .. أشخاص ..

أنا وزوجتي وأولادي ..

فقط نريد سبع تمرات .. نفطر عليها غدا ...

الله يرحم والديك ..

قلت ( والكلام للزميل ) : والله كأن لم يخلق لي لسان ..

دهشت وذهلت .. كيف يكون .. في المسلمين هذا ؟؟

وكيف يوجد هناك .. من لا يجد ما يفطر عليه ..؟؟

سبع تمرات !!

تأكدت من حالته .. وأعطيته ما يسده ويكفي جوعته وجوعته أطفاله الصغار ..

وقد امتلأت لأجله حزنا وألما ..

لا يجد ما يفطر عليه ..

أسررت الحزن في نفسي ..

وانتهى الموقف ..

ذهبت من الغد لصلاة التراويح مع أحد الأحباب .. في مسجد أحد أساتذتي ومن لهم فضل علي بعد الله كبير ..

فصلينا التراويح ..

وقمت وقبلت رأس أستاذي ويده ..

واستأذنته في كلمة في المسجد .. ألقيها على الناس ..

عشر دقائق تزيد دقيقتين بالكثير ..

فرحب أعظم الترحيب ..

بارك الله فيه وجمعني به في الفردوس الأعلى آمين ..

فقمت فيهم ناصحا وواعظا ..

فمما أذكر في هذه الكلمة ..

هذه العبارات ..

أحبابي الكرام ..

كلنا نهنأ في هذا الشهر بأنواع المطعومات ..

وتوضع في موائدنا أشهر المأكولات ..

وكم يتمنى الشخص أن يؤذن المغرب حتى يروي عطشه ويذهب عناء يومه ..

وينتقل في هذه الموائد .. طولا وعرضا ..

ولكننا نسينا ..

وربما تناسينا أننا في حين أنه لا يكون بيننا وبين اللذة في أكلنا وشربنا إلا أن يؤذن للمغرب ..

أن هناك ..

من ينتظر ؟؟ !!

رحمة الله تعالى .. !!

لأنه لا فطور عندهم سواءا أذن أو لا ؟؟

هناك من يفطرون بالنية .. ؟؟

لأنهم لا يجدون .. ما يفكون به جوعتهم ..

والمؤلم الأطفال الصغار ..

كأني بهم يصيحون .. من العطش والجوع ..

وذكرت لهم قصة .. صاحب ( السبع تمرات )

وأنهيت الكلمة ..

فلم انتهي إلا وقد اجتمع علي عامة أهل الجامع ..

والتف حولي مباشرة كبار التجار الذي صلوا معنا التراويح ..

في موقف يوحي بأنه في الأمة خير كثير ..

وأن الأمة وإن مرضت ولكنها لا تموت وأنها ..

ليست حائلا بل حاملا .. ولودا

لأهل الخير ومن يشفقون على الأيتام والأرامل والمساكين ..

كم هي لفتة رائعة .. منهم ..!!

وأخذوا رقم جوالي وطلبوا عنوانه .. حتى يسهل الوصول إليه ..

ولكن بعدما تيسر من يكفيه عناء دنياه ..

فوجئنا بأن هذا الرجل ليس لديه أي وسيلة اتصال لفقره ..

وتعذر الوصول إليه ..

فهو لا يستطيع إنشاء خط هاتف ..

ولا أظنه وجد مسكنا أصلا يؤويه ..

لم نصل للمسكين للأسف ..

ووصلنا التجار بأسر أخرى .. أيتام وأرامل وغيرهم ..

وبقي هذا الذي ننتظر قدومه .. ؟؟

والله وحده المستعان ..

أخي قارئ هذه السطور :

ألا ترى معي ؟؟ أننا معنيون جميعا بتفقد هذه الشريحة المهضومة في المجتمع ..

لماذا أخي الحبيب ؟؟ لا تتفقد طلابك إن كنت مدرسا ؟؟ لماذا لا تتفقد جيرانك ؟؟ لماذا لا تنسق مع إمام حيك أو أحد العلماء أو الدعاة ممن يصلون لبيوت الفقراء ؟؟فتوصل أموال الناس لهم لماذا لا تسأل عن أهل الفضل ممن فرغوا أنفسهم للسعي على الأرامل والمساكين ونقل هواتفهم لأقاربك وأحبابك .. حتى نبتسم جميعا .. ونشبع جميعا .. ولا يبقى فينا محروما ..
أذكر حينما كنت في ربما في العاشرة من عمري .. كان خالي يأخذني ونملأ سيارته ( جمس )بوجبات إفطار صائم ونذهب بها لبيوت الفقراء فيبقى خالي بعيدا حتى لا يشاهد ويرسلني مع بعض الوجبات لأطرق أبواب الفقراء بفطرتي وابتسامتي فتفتح لي طفلة صغيره قد علاها وعثاء الفقر وكآبة منظر الحرمان فتكاد تطير حينما أعطيها الوجبات .. !! وأنا أفرح كثيرا .. رغم أني لا أفهم أبعاد الموقف كثيرا ..

لماذا ؟؟ نسينا الفقراء وتفرغنا لأنفسنا .. ؟؟
لماذا لا نزور المؤسسات الخيرية التي تعنى بالفقراء ..

وأختم معك أخي وأختي وجميع القراء ..

جاء عند البخاري ..
5660 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك
: عن صفوان بن سليم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل)
هذا الأجر وهذا الطريق ولكن ..!!
أين الموفقون ؟؟

والله يحفظكم ويرعاكم
أخوكم

إرسال تعليق

 
Top