إن من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله : قتل مسلم بغير حق ، وقد قال تعالى :
(ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد
له عذابا عظيما) النساء/ 93 . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (كل ذنب عسى الله أن يغفره ، إلا من
مات مشركا ، أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا) رواه أبو داود والنسائي ، وصححه
الألباني . وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : (لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن
لأكبهم الله في النار) رواه الترمذي ، وصححه الألباني . وعن ابن عمر رضي
الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لن يزال المؤمن في
فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) رواه البخاري .
والواجب على كل مسلم أن يسعى أن يلقى الله تعالى وليس في صحيفته سفك دم
لمسلم بغير حق .والواجب على العقلاء في حال وقوع تخاصم بين قبيلتين ، أو
عشيرتين ، أو عائلتين : أن يسعوا في الإصلاح بينهما ، وإعطاء كل ذي حق حقه ،
فإن أبت إحدى الطائفتين إلا البغي وقتال الطائفة الأخرى : قوتلت حتى ترغم
على كف يدها ، ووقف القتال ، وفي هذا الحكم الإلهي قطع للنزاع ، ووقف لسفك
الدماء .قال تعالى : (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن
بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت
فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ) الحجرات/ 9 .
ومن واجب المسلم اتجاه إخوانه في مثل تلك البلاد التي يكثر فيها القتل ،
وسفك الدماء : أن يدعو الله أن يؤلف بينهم , وأن يرفع عنهم الفتن , والقتل
، والبلاء ، وأن يرد كيد أعداء الدين المتربصين به .والواجب على المسلم :
أن يمد لهم يد العون إلى الصلح ، ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
إرسال تعليق