لنتأمل هذه المعجزة النبوية التي تشهد على صدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم....
كشفت
الأبحاث الحديثة التي قام بها علماء الأرصاد عن دورة للطقس على سطح الكرة
الأرضية تمتد لآلاف السنوات. فكلنا يعلم أن الأرض تدور حول الشمس وأن محور
دورانها يميل بزاوية قدرها (23) درجة تقريباً.
وينتج
عن ميل دوران الأرض الفصول الأربعة. ولكن هذه الزاوية ليست ثابتة وكذلك
المحور ليس ثابتاً! إن تغير محور الدوران وتغير زاويته على مدى آلاف السنين
يؤدي إلى تغير حالة المناخ على سطح الأرض. وهذا يعني أن الصحراء التي
نراها اليوم كانت قبل آلاف السنين باردة وممتلئة بالمروج والأنهار.
شكل
(1) صورة للصحراء في جنوب شرق جزيرة العرب، إن كل ما يراه الإنسان هو رمال
جافة لا حياة فيها، بل لا يمكن لأحد مهما بلغ من العلم أن يتصور ما هو
موجود تحت طبقة الرمال الكثيفة! ولكن عندما نلج إلى ما تحت الرمال بمترين
فسوف نرى عالماً مختلفاً جداً.
وقد
ثبت علمياً أن منطقة الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية كانت ذات يوم
مليئة بالمروج والأنهار ولا تزال آثار مجرى الأنهار حتى يومنا هذا. وقد دلت
على ذلك الصور القادمة من الأقمار الاصطناعية، والتي تظهر بوضوح العديد من
الأنهار المطمورة تحت الرمال في جزيرة العرب.
شكل
(2) هذه الصورة الحقيقية والملتقطة بالرادار وبالأشعة تحت الحمراء من على
متن القمر الصناعي التابع لوكالة ناسا للفضاء، تظهر ما لا نراه بأعيننا!
فهي تظهر الطبقة تحت رمال الصحراء في الجزيرة العربية وعلى عمق 2 متر تحت
سطح الأرض، وتظهر العديد من الأنهار المطمورة تحت الثرى، والتي كانت في يوم
من الأيام تروي الأرض والأشجار والمروج!
ويصرح كبار علماء الغرب في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" اليوم بعد رؤيتهم لهذه الصورة بالحرف الواحد:
"Imaging
radar from the Sahara desert showed that the area was once covered with
lakes and rivers, and had an environment similar to that of Europe's"
وهذا
يعني أن "الصور الملتقطة بالرادار للصحراء أظهرت أن هذه المنطقة كانت ذات
يوم مغطاة بالبحيرات والأنهار، وكانت البيئة فيها مشابهة لتلك التي نراها
في أوربا". وقد دلت الدراسات على أن الجليد الموجود في القطب الشمالي يزحف
ببطء باتجاه الجنوب، وبالتالي سوف يأتي ذلك اليوم عندما تزدهر جزيرة العرب
بالمروج والأنهار من جديد.
شكل
(3) يبين دورة الطقس كيف تمر الأرض بمراحل ترتفع فيها درجة الحرارة
(النقاط الحمراء) ثم تنخفض فيها الحرارة إلى ما دون الصفر (النقاط
الزرقاء)، وذلك خلال النصف مليون سنة الأخيرة من عمر الأرض. إذن هنالك دورة
وعودة متكررة لحالة الطقس على الأرض.
شكل
(4) يمثل هذا الشكل زحف الطبقة الجليدية باتجاه الجنوب، أي باتجاه جزيرة
العرب، فنحن نرى اليوم جزيرة العرب صحراء خالية، ولكن بعد آلاف السنين سوف
تمرُّ بمرحلة جليدية وتنخفض فيها الحرارة إلى ما دون الصفر! ونرى في هذا
الشكل العصر الجليدي قبل 18 ألف سنة، والذي غطى معظم أجزاء أوربا.
وقد رأينا آثاراً لعصر جليديمنذ
(18) ألف سنة كان وقتها الجليد يغطي قارة أوربا بارتفاع عدة كيلومترات!!
وقد كشف لنا العلماء عن حالة الطقس في ذلك الزمن حيث كانت الجزيرة العربية
تمرُّ بشتاء بارد. واليوم هنالك قياسات لمعدل درجات الحرارة في العالم كل
عام. وفي الجزيرة العربية هنالك مؤشرات على تناقص درجات الحرارة كل عام.
شكل
(5) أحد علماء الغرب "العالم رونالد جي بلوم" يؤكد بعد تجاربه ورسمه
لمخططات تظهر تاريخ المناخ في صحارى الربع الخالي وعمان والصحراء الكبرى
... يقول: "إن الصحراء في الجزيرة العربية جافة جداً ومع ذلك نرى فيها
العديد من الأنهار التي غاصت في الرمال، إن الصحراء الحالية شديدة الشبه
بغرب ووسط أمريكا قبل 6000 سنة".
إذن
الحقيقة العلمية التي أثبتها العلم الحديث أن المنطقة العربية في الخليج
والسعودية وعمان والتي في معظمها اليوم عبارة عن صحارى كانت ذات يوم مليئة
بالأنهار والنباتات والغابات. وسوف تعود هذه المنطقة بعد زمن محدد لتمتلئ
من جديد بالأنهار والمروج.
الحديث النبوي الشريف
والعجيب
جداً أن الصادق المصدوق عليه وعلى آله الصلاة والسلام قد تحدث بدقة فائقة
عن هذه الحقيقة العلمية في حديث بليغ ومعجز فيقول: (لا تقوم الساعة حتى
تعود أرض العرب مروجاً وانهاراً) [رواه مسلم]. إذن الجزيرة العربية كانت
مروجاً وأنهاراً وسوف تعود كما كانت!!
تحدث
هذا الحديث الشريف عن إحدى علامات قيام الساعة، وهي عودة أرض العرب وهي
الجزيرة العربية مروجاً وأنهاراً. وتأمل معي كلمة (تعود) الواردة في نص هذا
الحديث: ألا تدل هذه الكلمة على عودة ودورة منتظمة لحالة المناخ؟ في هذه
الكلمة دليل عودة حالة المناخ باستمرار، وهو ما كشفت عنه آخر البحوث
العلمية. بل إن الأبحاث تدل على أن منطقة القطب المتجمد الشمالي سوف تتحول
إلى صحراء قاحلة!!
وصدق
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما استخدم هذه الحقيقة العلمية في
الحديث عن قيام الساعة. وهنا نتساءل: أليس هذا الحديث هو بمثابة خطاب لكل
ملحد لا يقتنع إلا بالماديات على اقتراب يوم القيامة؟
إذن
أيها الملحد: ألم يحن لقلبك أن ينفتح أمام نور الإيمان؟ ألا تستيقن بأن
يوم القيامة هو أمر واقع؟ فكما أنك تأكدت من حقيقة تغير المناخ وتثبتت
علميّاً من عودة ورجوع الطقس كما كان، ألا ترجع وتعود إلى خالقك سبحانه
وتعالى وتدرك بأنه سيأتي يوم وتقف بين يديه؟!
إذن
الرسول الكريم حدثنا عن حقيقة علمية لم تنكشف إلا في القرن العشرين، وهذا
دليل على صدق هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصدق رسالة الإسلام. وأن
الإسلام يخاطب الملحدين بلغة العلم وليس بلغة الإرهاب كما يدعي البعض! وأن
هذا الدين هو الحق.
صدقتَ يا رسول الله!
صدقتَ
يا سيدي يا رسول الله في كل كلمة نطقتَ بها، وهاهم علماء الغرب من غير
المسلمين يرددون كلام النبي الكريم عليه صلوات الله وسلامه، بل إنهم
يعترفون بأن صحراء الجزيرة العربية كانت مغطاة بالأنهار وسوف تعود كما
كانت، ولكن حبيب الله صلى الله عليه وسلم الذي علَّم العلماء قد سبقهم إلى
هذه الحقيقة العلمية الدقيقة بألف وأربع مئة سنة، وأخبرهم بأن هذه الصحراء
كانت مروجاً وأنهاراً وستعود كما كانت!!!
أليست
هذه معجزة تشهد لنبيِّنا عليه الصلاة والسلام بأن الله هو من علًّمه هذه
الأسرار؟ وانظر معي إلى قول الحق تبارك وتعالى: (ذلك بأن الله هو الحق وأنه
يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير * وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله
يبعث من في القبور) [الحج: 6 ـ 7].
إرسال تعليق