0
- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر))؛ رواه البخاري.

ﺃﻋﺪﺩﺕ: هيأت لعبادي ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ شيئًا ﻟﻢ ترَ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻣﺜﻠﻪ، ولا ﺳﻤﻌﺖ الآﺫﺍﻥ ﺑﻪ، ولا ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ.

ولا ﺷﻚ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺗﺤﻔﻬﺎ ﺷﻲﺀ لا ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﻔﻪ؛ لأﻧﻪ ﺑﺎﻕ لا ﻳﻠﺤﻘﻪ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍلاﻧﺤﻼﻝ، ولا ﺍﻟﻌﻄﺐ ﻭﺍلاﺿﻤﺤﻼﻝ، ﺑﺨﻼﻑ ﻣﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻧﻌﻴﻤﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ، ﻗﻠﻴﻞ ﺍلاﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻬﺎ.

الفوائد:
1- ﺑﻴﺎﻥ ﻛﻤﺎﻝ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺃﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻛﺪﺭ.

2- أﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻮﺻﻒ.

3- فيه ﺩﻟﻴﻞ ﻟﻤﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ الآﻥ.
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ على ذلك أيضًا ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]؛ ﺃﻱ: هيئت.

4- أﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻧﻌﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ - صلى الله عليه وسلم -:((ﻓﻤﺎ أعطوا شيئًا ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ)).

5- ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ ﴾ [السجدة: 17]، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: "ﺃﻱ ﻓﻼ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﺎ ﺃﺧﻔﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺃﺣﺪ، ﻟﻤﺎ ﺃﺧﻔﻮﺍ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ، ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺧﻔﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ جزاءً وفاقًا، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ))، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: "ﺃﺧﻔﻰ ﻗﻮﻡ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ، ﻓﺄﺧﻔﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ترَ ﻋﻴﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ".

ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻗﻮﻟﻪ - صلى الله عليه وسلم -: ((ﻣﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻳﻨﻌﻢ لا يبأس، ولا ﺗﺒﻠﻰ ﺛﻴﺎﺑﻪ، ولا ﻳﻔﻨﻰ ﺷﺒﺎﺑﻪ))؛ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ.

ﻭﻗﺎﻝ - صلى الله عليه وسلم -: ((ﺇﻥ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺼﺤﻮﺍ ﻓﻼ ﺗﺴﺄﻣﻮﺍ، ﻭﺗﺤﻴﻮﺍ ﻓﻼ تموتوا))؛ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ، والله أعلم.

إرسال تعليق

 
Top